مقترح خطة إعادة الإعمار المستدام
تعرض قطاع غزة لحرب مدمرة استمرت 471 يومًا، أُلقي خلالها أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات، ما يفوق قوة 6 قنابل نووية. أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة ودمار طال ما يزيد عن 81% من مكونات الحياة اليومية، وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية والمعيشية غير المسبوقة، والحاجة الملحة لإعادة الإعمار، أطلقت مؤسسة غزي دستك GDD خطة استراتيجية مقترحة شاملة لإعادة الإعمار المستدام لقطاع غزة خلال خمس سنوات، بما يضمن إعادة البناء دون تهجير السكان من أراضيهم.
تمثل هذه الخطة مقترحًا استراتيجيًا يُوضع بين يدي صانعي القرار المكلفين بإعادة الإعمار، لتكون بمثابة خارطة طريق مقترحة شاملة وفعالة، تراعي تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتضع أسسًا تنموية قوية لتعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في قطاع غزة. وتهدف الخطة إلى:
- تعزيز النهج المستدام والمعايير الخضراء في عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
- تعزيز حالة الاكتفاء الذاتي بما يعزز صمود المجتمع في مواجهة الأزمات والكوارث.
- اقتراح حلول إبداعية باستخدام أحدث التطورات التكنولوجية لمواجهة التحديات والصعوبات المستعصية.
- اقتراح مسارات عمل قانونية لتطبيق العدالة والمساءلة الدولية لمنع تكرار جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
- تعزيز التنسيق والتعاون المحلي والدولي وتحديد أدوار مقترحة للفاعلين لتعظيم الأثر الإيجابي على المتضررين من الحرب.
ملامح الخطة والتكلفة التقديرية
تُقدَّر التكلفة الإجمالية للخطة بحوالي (80 مليار دولار)، موزعة على أربع مراحل رئيسية متداخلة، تهدف لضمان إعادة الإعمار بشكل متكامل وفعال. وهي
- مرحلة الإغاثةالعاجلة: (13 مليار دولار)، تُركز على تقديم المساعدات الطارئة للمتضررين.
- مرحلة التعافي وإعادة البناء: (43 مليار دولار)، تهدف إلى إعادة بناء المرافق الأساسية والبنية التحتية.
- مرحلة استكمال التنمية: (9 مليارات دولار). لاستئناف المشاريع التنموية التي توقفت بسبب الحرب.
- مرحلة الوقاية والجاهزية: (14 مليار دولار)، لضمان قدرة القطاع على مواجهة الكوارث والأزمات المستقبلية.
وتشمل الخطة تنفيذ (694 مشروعًا) موزعة على (17 برنامجًا) ضمن خمسة قطاعات رئيسية، تنفذ خلال مدة أقصاها خمس سنوات (3 سنوات في المتوسط للتعافي وإعادة الإعمار، وسنتين للإغاثة والتنمية والتدخلات الوقائية)، مع توفير أراضٍ حكومية داخل غزة لاستخدامها كمناطق إيواء مؤقتة للمتضررين، ما يضمن بيئة سكنية آمنة ومستدامة لحين إتمام عمليات الإعمار.
آليات إعادة الإعمار والتعامل مع ركام الحرب
قدمت الخطة إطاراً متكاملاً وشاملاً للتدخلات المطلوبة في أربع مراحل رئيسية ومتداخلة لكل ضرر من الأضرار: حيث اقترحت تدخلات أساسية منقذة لحياة المتضررين في مرحلة الإغاثة بالإضافة إلى توفير الإيواء العاجل لهم، واقترحت تدخلات شاملة لإعادة إعمار القطاع في مرحلة التعافي مع توفير كرافانات مؤقتة لكل ما هو مدمر كلياً أو بشكل بليغ لحين استكمال إعادة إعماره، واقترحت تدخلات تنموية تعطلت أثناء الحرب أو أثناء فترة الإغاثة والتعافي أو أنها ذات أولوية لتيسير حياة السكان مثل بناء مدن جديدة وبناء المطار الجوي والميناء البحري وتطوير حقل غاز قبالة شاطئ البحر وإنشاء مناطق صناعية ومنطقة تجارة حرة ومجمعات لتشغيل الشباب وخاصة بنظام العمل عن بعد، وتطوير شامل لقطاع الزراعة والتجارة والسياحة اعتمادا على نظم الطاقة المتجددة (الشمسية، المائية والهوائية) وأيضا إنتاج الغاز الحيوي من مخلفات الطعام ومياه الصرف الصحي. واقترحت تدخلات وقائية لتعزيز جاهزية المجتمع ضد أي كوارث أو أزمات مستقبلية مثل تطوير قدرات المنظومة الصحية والإغاثية والدفاع المدني وبناء الملاجئ.
ونظرًا للدمار الواسع، تقترح الخطة أربع مسارات لمعالجته، والذي يُقدر بأكثر من 42 مليون طن، وذلك عبر:
- توريد محطات متنقلة لتدوير الركام وتحويله إلى مواد بناء قابلة للاستخدام.
- استخدام الركام في توسعة شواطئ غزة عبر ردم آمن وصديق للبيئة لبعض المناطق الساحلية.
- الاستفادة من الركام في بناء الميناء البحري وموانئ الصيد.
- إنشاء مصدات أمواج باستخدام الركام للمساهمة في توليد الطاقة الكهربائية.