تُشكِّل أزمة المياه في محافظات قطاع غزة، التي تفاقمت نتيجة الحرب الإسرائيلية، مأساة إنسانية تعصف بحياة السكان. حيث تعاني البنية التحتية لشبكات المياه ومحطات التحلية من تدمير جزئي أو كلي، ويواجه السكان تحدياً يومياً في الحصول على مياه الشرب. بالإضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيلها. ونتيجة لذلك، تعرضت 67% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية لأضرار كبيرة، مما خفّض حصة الفرد اليومية من المياه إلى ما بين 3 و15 لتراً فقط، مقارنةً بمتوسط استهلاك يبلغ حوالي 84.6 لتر في اليوم عام 2022.
هذا النقص الحاد في المياه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تسبب في تدهور الحالة الصحية العامة، وانتشار أمراض مثل التهاب الكبد A والإسهال والأمراض الجلدية، مما أثر سلبًا على النظافة الشخصية والطهي، وزاد من مخاطر العدوى.
في ظل هذه الظروف الصعبة، لم يدّخر فريق غزي دستك في قطاع غزة أي جهد في تقديم العون وتوفير مياه الشرب للنازحين والمتضررين. رغم التحديات الهائلة وقلة الموارد، تمكن فريقنا من تنفيذ مشاريع سقيا الماء لتي خففت من معاناة الناس للمياه ولو بالقدر البسيط. ويأتي ذلك ضمن مشاريعنا لحملة “غزة غوثك نبضهم” الإنسانية العاجلة التي أطلقناها لتوفير الخدمات الاغاثية للمتضررين من العدوان على غزة.
تضمنت مشاريع سقيا الماء: (توفير صهاريج المياه للنازحين في مراكز الإيواء، ودعم محطات تحلية المياه من خلال توفير الوقود والصيانة. كما عملنا على صيانة وحفر آبار المياه، وإنشاء شبكات مياه جديدة، كما أضفنا حلولاً مستدامة من خلال تركيب أنظمة طاقة شمسية لتشغيل آبار المياه وتحسين كفاءة الطاقة).
وامتدت جهودنا أيضًا إلى مصر، حيث تم توفير شاحنات مياه شرب لتوريدها إلى المتضررين في قطاع غزة، في محاولة للتخفيف من وطأة هذه الأزمة.